تتهافت الحيل وتتعاظم المكائد، وكلُّ سيف يطمع بأن يقضي على ما يسلب مُلك صاحبه الواهم، وما يحطم أصنام العقول البليدة لتنير وتستفيق، وهذا دأب الكسول إذا دُعيَ إلى القيام انقلبَ كسله عداوة على مَن جاء يسلبه راحته المزعومة..
انبثق النور المحمدي حاملًا بين يديه زمزمًا يسقي الظامئين التائهين، فما كان من اللئيم إلا أن يقابل كرمه ببغض شديد وعداوة لا تمل من الفتك والطغيان.
دارَ عليه الجاهلون ليزعزعوا تمسكه؛ فتراشقت التهم عليه من ساحر ومجنون وكاذب، وقد كان يمشي بقدميه الشريفتين لقضاء حاجاته وأهله فيسخرون منه إذ يزعم النبوة ويمشي في الأسواق ويُخالط الصغير والكبير والفقير والغني..
تبعه مَن قيل عنهم شرذمة قليلون، وهم في ثباتهم كالجذر المتعمق في الأرض يأبى الفكاك، وقد علمَ الظالمون بكيدهم أنّ الرزء بالصاحب أشد على النفس من عذابها؛ فطفقوا يكيلون العذاب ويتفنون فيه على ظهور تلك الأجساد الطاهرة التي ما أوهنتها حرارة الشمس الحارقة ليقينها بأن جهنم أشد حرًّا..
أُغريَ بزينة الدنيا ونعيمها الذي تهفو إليها نفس الإنسان، ولكن هيهات هيهات لانجرار نور أبى النزول إلى نعيم زائل سيحرمه الوعد الخالد الذي لا يُخلف.
وكانَ من دأبه عليه الصلاة والسلام أن يهرع إلى زوجته لتغسل عنه التعبَ والنصب وإلى ظهر عمه الذي يسنده بدفاعه عنه، حتى جاء الابتلاء الأعظم بتتابع رحيلهم في عام الحزن، فأي عزاء لذاك القلب وأي تخفيف لويلات الحياة التي تلسعه بأسواطها القاسية، وقد طردته البقاع وألقيت عليه الأشواك وحِيلَ بينه وبين الأُنس..
"اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"
من منبع اليقين الذي لا يشبهه يقين انبجست المعجزة الكبرى، من باب الإسراء والمعراج عادت الروح الأبية وهي تطوف على نعيم الجنة وتزور معالمها وترى عظم خالقها في تصوير ملائكته، وملاقاته لأصفياء الخَلق وزيارته للأقصى الشريف في ليلة كُتِبَ لنورها أن ينسل ليحيط بالأمة كلها حتى قيام الساعة بدروسها العظيمة التي تبدأ من تثبيت الله لعباده الصالحين وتمحيص القلوب بهذه الحادثة العظيمة التي إلى الآن تجد مَن يتعجب منها والعجب من عقله الغافل الذي عميَ عن قدرة الله تعالى..
أيّ قوة أُكرِمَ بها ذاك القلب ليعلن جهارًا عن رحلته لقوم كذبوه وأطالوا في محاولة تثبيطه، أيُّ ثبات يتلبس به المؤمن عندما يستشعر أنّ الله مؤيده ووليه، وأي نعمة كصاحبٍ يسمع غريب القول، فيقول:" إن كان قد قال هذا فقد صدق"
تتسامى النفس عندما تغور في عظمة الآيات، عندما تتسع آفاقها لتسع العالم بأكمله كما طافَ الرسول الكريم بإذن ربه ليخبرنا أنّ الكون وحدة واحدة لزم علينا اكتشافها لأداء الرسالة التي أنزلها خالقها، مهما اشتد البلاء وكُنا على قاب قوسين أو أدنى من الهلاك فإنّ اليقين بعناية الله وقدرته تنتشلنا وتُحيينا.
انبثق النور المحمدي حاملًا بين يديه زمزمًا يسقي الظامئين التائهين، فما كان من اللئيم إلا أن يقابل كرمه ببغض شديد وعداوة لا تمل من الفتك والطغيان.
دارَ عليه الجاهلون ليزعزعوا تمسكه؛ فتراشقت التهم عليه من ساحر ومجنون وكاذب، وقد كان يمشي بقدميه الشريفتين لقضاء حاجاته وأهله فيسخرون منه إذ يزعم النبوة ويمشي في الأسواق ويُخالط الصغير والكبير والفقير والغني..
تبعه مَن قيل عنهم شرذمة قليلون، وهم في ثباتهم كالجذر المتعمق في الأرض يأبى الفكاك، وقد علمَ الظالمون بكيدهم أنّ الرزء بالصاحب أشد على النفس من عذابها؛ فطفقوا يكيلون العذاب ويتفنون فيه على ظهور تلك الأجساد الطاهرة التي ما أوهنتها حرارة الشمس الحارقة ليقينها بأن جهنم أشد حرًّا..
أُغريَ بزينة الدنيا ونعيمها الذي تهفو إليها نفس الإنسان، ولكن هيهات هيهات لانجرار نور أبى النزول إلى نعيم زائل سيحرمه الوعد الخالد الذي لا يُخلف.
وكانَ من دأبه عليه الصلاة والسلام أن يهرع إلى زوجته لتغسل عنه التعبَ والنصب وإلى ظهر عمه الذي يسنده بدفاعه عنه، حتى جاء الابتلاء الأعظم بتتابع رحيلهم في عام الحزن، فأي عزاء لذاك القلب وأي تخفيف لويلات الحياة التي تلسعه بأسواطها القاسية، وقد طردته البقاع وألقيت عليه الأشواك وحِيلَ بينه وبين الأُنس..
"اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"
من منبع اليقين الذي لا يشبهه يقين انبجست المعجزة الكبرى، من باب الإسراء والمعراج عادت الروح الأبية وهي تطوف على نعيم الجنة وتزور معالمها وترى عظم خالقها في تصوير ملائكته، وملاقاته لأصفياء الخَلق وزيارته للأقصى الشريف في ليلة كُتِبَ لنورها أن ينسل ليحيط بالأمة كلها حتى قيام الساعة بدروسها العظيمة التي تبدأ من تثبيت الله لعباده الصالحين وتمحيص القلوب بهذه الحادثة العظيمة التي إلى الآن تجد مَن يتعجب منها والعجب من عقله الغافل الذي عميَ عن قدرة الله تعالى..
أيّ قوة أُكرِمَ بها ذاك القلب ليعلن جهارًا عن رحلته لقوم كذبوه وأطالوا في محاولة تثبيطه، أيُّ ثبات يتلبس به المؤمن عندما يستشعر أنّ الله مؤيده ووليه، وأي نعمة كصاحبٍ يسمع غريب القول، فيقول:" إن كان قد قال هذا فقد صدق"
تتسامى النفس عندما تغور في عظمة الآيات، عندما تتسع آفاقها لتسع العالم بأكمله كما طافَ الرسول الكريم بإذن ربه ليخبرنا أنّ الكون وحدة واحدة لزم علينا اكتشافها لأداء الرسالة التي أنزلها خالقها، مهما اشتد البلاء وكُنا على قاب قوسين أو أدنى من الهلاك فإنّ اليقين بعناية الله وقدرته تنتشلنا وتُحيينا.
ميعاد الحارثية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق