*مارجٌ من طموح*
تتعاصفُ الأفكارُ المزدحمة، وتتصارع في ذهن ذاك الطالب وهو يعدُّ الأيام والليالي ويراها طويلة جدًا ولكنها غير كافية لكل هذا الكَم من المعلومات المتراكمة فيُصبح بتناقضه مهمومًا لا يدري إلى أين يولي وجهه، تُرى هل سيعضُّ أصابعَهُ ندما، ويلفظُ أنفاسَهُ حسرةً على كل دقيقةٍ بل ثانيةٍ ودّعته ولم يلوِّنْها بفرشاةِ ألَقِهِ واجتهاده منذ بداية الفصل، فيلوحُ لهُ التّميزُ شبحًا مخيفا يُشيرُ إليهِ من مكانٍ بعيدٍ، أو سيقرر في حضرة عاطفتِه الجيّاشة بأن يكون فريدَ زمانِه بين عشيّةٍ وضحاها، فينثني نهما على مائدةِ كتبِه وما هي إلا غمضةُ عينٍ حتى يتضعضعَ ويتلجلجَ مع أول حصاة صغيرةٍ تسقطُ سهوا في دربه أو سيقتنص الحكمة التي تدعوه قائلة:" أن تصل مُتأخرًا خير لك من عدم وصولِك أبدًا"، فيصدح بصوته الغارق في السكون ويردد:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فيلملم الشتات مبتدئا بنية الصادق المُخلص المتوكل على الله حقّ توكله، الموقن بأنه سبحانه لا يضيع أجر مَن أحسن عملا، وأي إحسان كالإحسان في طلب العلم..
ثُم يقصدُ توفيقَ الله سالكًا أقصرَ الطُّرقِ إليه، فزادُهُ الدَّعاء، ورفيقهُ الكتاب، وسيفه القلم، ويستعين بممحاتِهِ إن لاح له من أمسِهِ ما يُحزنه، ويستحضرُ مع كلِّ ورقةٍ يفتحها صفحتَهُ الجديدةَ البيضاء، ويشدّ أزره وطاقته التي تلوّح للنجوم العوالي أن اصبري فاللقاء غدًا..
فما يلبث إلا أن يرسم بريشة خبرته ومعرفته لنفسه خطة مُحكمة فلا يجعلها مغلولة شديدة ولا مبسوطة تُرديه مع الخوالف، بل مَرنةً تتناسق مع وقته وقدرته وظروفه ويقتنص الأوقات التي تعينه على الحفظ كالسحر والفجر ويبدأ بما استصعب عليه من المواد؛ حتى يظفر بما وراءها من المراتب العليا مع حرصه الشديد على أن يُبعدَ نفسه عن المُلهيات فلا يجعل لهواه بابًا يُغويه عن طموحه.
ثم يصعد فُلكه الشامخ بالإصرار ويبدأ في مُذاكرته واضعًا إخلاصه وهدفه نصب عينينه حَذِرًا مِن أن يشاد نفسه وإلا غلبته، بل يرّوح عنها بين الحين والحين بالنافع المفيد ويمدها بحقها من الترفيه والنوم الهانئ لتعود إلى نشاطها مجددا، وينتبه بأنّ طائفًا مِن اليأس والكسل سيزوره ليفرق بينه وبين حلمه فليردعه ويُكمل حتى يبزغ الصبح ببشائر الإنجاز والوصول.
{ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}
#سُليمان الشريقي
#ميعاد الحارثية
تتعاصفُ الأفكارُ المزدحمة، وتتصارع في ذهن ذاك الطالب وهو يعدُّ الأيام والليالي ويراها طويلة جدًا ولكنها غير كافية لكل هذا الكَم من المعلومات المتراكمة فيُصبح بتناقضه مهمومًا لا يدري إلى أين يولي وجهه، تُرى هل سيعضُّ أصابعَهُ ندما، ويلفظُ أنفاسَهُ حسرةً على كل دقيقةٍ بل ثانيةٍ ودّعته ولم يلوِّنْها بفرشاةِ ألَقِهِ واجتهاده منذ بداية الفصل، فيلوحُ لهُ التّميزُ شبحًا مخيفا يُشيرُ إليهِ من مكانٍ بعيدٍ، أو سيقرر في حضرة عاطفتِه الجيّاشة بأن يكون فريدَ زمانِه بين عشيّةٍ وضحاها، فينثني نهما على مائدةِ كتبِه وما هي إلا غمضةُ عينٍ حتى يتضعضعَ ويتلجلجَ مع أول حصاة صغيرةٍ تسقطُ سهوا في دربه أو سيقتنص الحكمة التي تدعوه قائلة:" أن تصل مُتأخرًا خير لك من عدم وصولِك أبدًا"، فيصدح بصوته الغارق في السكون ويردد:{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فيلملم الشتات مبتدئا بنية الصادق المُخلص المتوكل على الله حقّ توكله، الموقن بأنه سبحانه لا يضيع أجر مَن أحسن عملا، وأي إحسان كالإحسان في طلب العلم..
ثُم يقصدُ توفيقَ الله سالكًا أقصرَ الطُّرقِ إليه، فزادُهُ الدَّعاء، ورفيقهُ الكتاب، وسيفه القلم، ويستعين بممحاتِهِ إن لاح له من أمسِهِ ما يُحزنه، ويستحضرُ مع كلِّ ورقةٍ يفتحها صفحتَهُ الجديدةَ البيضاء، ويشدّ أزره وطاقته التي تلوّح للنجوم العوالي أن اصبري فاللقاء غدًا..
فما يلبث إلا أن يرسم بريشة خبرته ومعرفته لنفسه خطة مُحكمة فلا يجعلها مغلولة شديدة ولا مبسوطة تُرديه مع الخوالف، بل مَرنةً تتناسق مع وقته وقدرته وظروفه ويقتنص الأوقات التي تعينه على الحفظ كالسحر والفجر ويبدأ بما استصعب عليه من المواد؛ حتى يظفر بما وراءها من المراتب العليا مع حرصه الشديد على أن يُبعدَ نفسه عن المُلهيات فلا يجعل لهواه بابًا يُغويه عن طموحه.
ثم يصعد فُلكه الشامخ بالإصرار ويبدأ في مُذاكرته واضعًا إخلاصه وهدفه نصب عينينه حَذِرًا مِن أن يشاد نفسه وإلا غلبته، بل يرّوح عنها بين الحين والحين بالنافع المفيد ويمدها بحقها من الترفيه والنوم الهانئ لتعود إلى نشاطها مجددا، وينتبه بأنّ طائفًا مِن اليأس والكسل سيزوره ليفرق بينه وبين حلمه فليردعه ويُكمل حتى يبزغ الصبح ببشائر الإنجاز والوصول.
{ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}
#سُليمان الشريقي
#ميعاد الحارثية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق