أنظرُ حولي وأتأملُ تسابق البشر لزينة الحياة الدنيا وكأنها أصبحت لقمة سائغة سهلة بعدما كانت توصف بالطريق الوعر السائق إلى الآخرة.
كم منّا مَن تخلى عن الجمرة في يده وقبضَ وهمَ النجاة؛ فلم يعد استمساكه استمساكا ونَسي أنّ الأصل أنْ يجري لأجل رضى أكبر ولأجل درجة أرفع في الجنة ولا يكتفي بالقاع؛ شُكرًا لله وتعظيما وحُبّا له تعالى..
لسنا في مساومة ما إن يرى أحدنا خيطا رفيعا يُعجب هواه حتى شدّ عليه بقوة ورضيَ التعلق به ولمعت عيناه فرحا بأن لقيَ ما يحاجج به عندما يستنكر أحدهم طريقه، كفَرَت ذاكرته عن الذين كانوا يتركون ما لا حرج فيه خوفَ الوقوع فيما فيه حرج وقلوبهم خاشعة لله حذرة من الوقوف بين يديه يومَ يتبرأ كل شيء من صاحبه حتى ذاك الخيط الواهم الذي كان يترنح به، لم يعد يهتم ببقائه في منطقة أمان ورحمة، أصبح ما فيه حرج نقطة يرصدها وينبش ما حولها حتى يصيّرها كيفما يشاء..
الله أعظم من هذه المحاولات البائسة للبُعد عنه سواء قصدنا أو لم نقصد..
الله أعظم من هوى يجعل حرماته قابلة للتبديل والتغيير بلا وجه حق..
الله غني عنّا ونحن الفقراء؛ فهلّا ولينا وجوهنا شطرَ رضاه واستعظمنا كل صغيرة تُلقي بنا عن محبته ما استطعنا لذاك سبيلا؟
ميعاد الحارثية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق