الاثنين، 30 نوفمبر 2015

شاشةٌ مكسورةٌ

                     شاشة مكسورة


"أتخففُ من همومي.."
أوقن أن اليسر يغلب العسر إن قبضتُ على جذور مطلبي وأبيت إلا تحقيقه..
الحياة صاخبة وأسباب البؤس بازغة لا تحتجب عن عين عاقل..

فقط، علينا أن نقف قليلًا..

نغرقُ تأملًا..
وستتلاشى غشاوة الغفلة، وإن علمنا أسباب الرهب والجزع بطل عجبنا..

كوكب ضاج بالعولمة والاتصال والتواصل والناس قبائل شتى يتعارفون.. وقد لا تحصي عدد من كلمتهم في يومك الواحد!

أتشاركني الرأي أن هذه الضوضاء قد تؤذيك؟
لأنها قد تتعدى حدودًا مضيت عليها منذ صغرك.. وتمضي عليها في واقعك الآن.. ولكن ليس في واقعك الافتراضي..
أسبق أن شعرت يومًا بالتناقض مع نفسك؟

وأنتِ..

أي حاجة اضطرّتك لتولي وجهك خلف شطر خُلقك..
لم تكوني تضحكين وتتلطفين مع رجل غريب..
والآن تفعلين!.. أمام جمع عظيم تكاد أعينه تلتهم محادثاتك..

أهي الشاشة التي تغوينا؟
أم هو الفراغ الذي يجعلك تظلمين شخصك الغامض بقتل غموضه وجعله كتابًا مفتوحًا لمن ساء وزان..
أو ربما إيثارك للغرباء الذي سمح لكِ أن تتبرعي بلذة مواقفك وزياراتك ليستمتع بها غيرك..


أَجَهلٌ بشراسة الذئاب أباح لكِ أن تتحدثي بلا حد يمسك زمام كلماتك وقت حديثك مع صاحباتك في مكان مثقوب..

أوقن أنّ حبل حيائك لا تقطعه الأماكن والعصور والشاشات!
شديد رصين لا يدميه افتراض ولا واقع..
أرزانةٌ تسطع لتدمع الواقفين حقيقة معك.. تُقتل عند غريب بعيد لا يُعلم خاطره..
أنحن مَن يقتلنا؟
أم الشاشات تقتلنا..؟ 

أحْسَبُنا أقوى مِن أن تسيرنا جمادات مسخرات لنسيرها!
أنتِ!
ركن ركين لا تسير الحياة دونك بشتى وجوهها..
تجتاح العظمة ثنايا عقلك ويحتاجها العالم لنصرة الحق..
لا تبتعدي..
اسقي واقعك وافتراضك بأخلاقك أولًا ثم بعلمك..
لا تبخسي حقك بالسكوت عنه..
وانتفعي بغيرك..
ما جعل الدين عليك من حرج..
ولكن.. أولًا
ضُمّي يدك إلى قلبكِ..

تحدثي معه
وقولي له: ليبقى بخير ويتخلص من شكواه؛ لابد أن يستنير بأخلاق دين الفطرة..

علميه أن الحدود حرية لا تُقاس بثمن..
بُثّي في أذنيه حروف التقدير والثقة..

واسعيا معًا لإنارة الطريق واتركا أثرًا يتبعه الناجحون..
فلتتعاهدا..
ستخرج يدك بيضاء من غير سوء ءاية..
بإذن الرقيب العليم.


ميعاد الحارثية
حملة تواصل- الركن الأخلاقي
#جسق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...