الأربعاء، 31 مارس 2021

نقمةُ الخيالِ١

 


                                  نقمةُ الخيال


خلف شاشة الحاسوب استقرت ليلى بعد أن خشيت أن تصرخ الثلاجة في وجهها من كثرة التردد على بابها.

هي لم تك تأكل شيئا ولكنها أرادت أن ترى النور الذي يؤنسها عند فتح الثلاجة، شعرت لوهلة أنّها لحظة شاعرية جدًا، أن تفتح الأبواب فتُهديك النور.


نفضت رأسها وهي تسخر من أفكارها وتذكرت قوله:"تجعل من الحبة قبة!"

تتذكر أنها سمعت هذا المثل في مكانٍ ما، كانت تتدرب على الكتابة فألقاه المدرب وسط كلامه الكثير.

لكنّ ليلى لم تكتفِ بجعل الحبة قبّة ولكنها أصبحت تخلق من الجمادات بشرًا يمشون ويُعاتبون ويصرخون، مثل الثلاجة.

كان الملل شبحا يخيفها، بعثرت الكُتب في الصالة وكتبت الخطط الكثيرة وحذرت نفسها من الامتحانات ولكنها بقيت مصلوبة بحكم الملل، لم تغرقها المشاغل الكثيرة التي في قائمتها.

تشعر بالمكان يدور بها في كُل مرة تحاول الوقوف، تستند قليلا ثمّ تتجاهل السبب، هي لم تعد تشعر بالجوع، حتى شهيتها أُصيبت بالجمود، تماما مثل ضميرها.

نظرت إلى الساعة، وتأففت بداخلها:"مشية جاري العجوز الذي لا يبصر أسرع من حركة هذه العقارب"، لطالما باغتها سؤال من اخترع الساعة؟ ولماذا لا نستطيع تحريك العقارب بأنفسنا ويتغير الزمان؟

"يبدو أنني أهلوس، وفي النوم خير"

في كُل مرة كانت تقرر النوم يُخيفها هاجس الأرق، في ألّا يغشاها النعاس، وهاهي اليوم وحدها في المنزل ولن تتركها الخيالات في حالها.

لم تكد تغلق عينيها حتى سمعت صوت الباب قويا، نهضت فزعة ومتثاقلة تتأكد من غلقها للأبواب التي تأكدت من غلقها خلال اليوم عشرات المرات، اطمأنت عندما هدأ الصوت وزجرت نفسها:"إنها الريح".

ما إن وصلت إلى غرفتها حتى شدّها باب دورة المياه أمامها، إنه لامع وكأنه المسرح الأفضل لشخصياتها الخيالية التي تحاول تجاهلها منذ زمن بعيد.

كانت الشخصيات تنتقم منها بإخافتها من حيث تحسب أنها في أمان، كانت تُخيفها من الواقع.

"ماذا لو أنّ أحدهم قفز من الجدار؟ لن يغلبه باب الصالة الذي يخر خاضعا عند ريح بسيطة"

تصلبّ جسدها وشعرت بالقشعريرة تجري في دمها، تفحصت الغرفة حولها، أين ستختبئ؟!.

نفضت رأسها ثانية، كانت هذه عادتها لتتخلص من الخيال!

تخيلت كُل شيء لكنها لم تتخيل ما سيحدث لها عندما تستيقظ..!


#يُتبع

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...