الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

يا خليفةَ اللهِ

أتعلم ذلك الشعور عندما يتركك والداك مع إخوتك الصغار لترعاهم وحدك؟ عندما يسيطر عليك الشعور بالمسؤولية ويتصاعد حتى يجعلك أبًا لصغارك، ترتفع من منزلة الأخوة إلى الأبوة.. انظر للناس حولك هكذا، سخّر مهنتك لرعايتهم وكن أبًا لهم.. ابذل الأسباب التي رزقك الله إياها لخدمة أبنائك.. لا تجعلهم يضيعون لأنّ في هذا ضياعك.. أنت تعلم إنّك إن لم تؤد وظيفتك كما يجب، قد يصاب أحد أبنائك بمكروه وأنت غافل عنهم، ولا مناص من الندم. قد يصيب الأب من أبنائه عقوقًا فينكرون جميله ستصادف هذا حتمًا مع الناس، وقد تصادفه من أقربهم لقلبك، ستتألم وتُرهق وتُصدم. لا تتوقف.. (الله) الذي استخلفك وابتلاك بأشواك الطريق غير غافلٍ عنك، لا يخفى عليه شيء من معاناتك واجتهادك كما لا يخفى عليه تقصيرك.. إن أنتَ حملتَ قلب الأب الحقيقي ستصبر على أذاهم وستجيد ردّ السيئة بالحسنة.. جرّب وأنتَ تمضي في طريقك أن تستشعر أنّك خليفة (الله) في أرضه. اختصك (الله) برسالة مميزة عن غيرك لتؤدي بها الأمانة التي أُلقيت على كاهلك لتسمو بك في أعالي الجنان.. فامضِ يا خليفة (الله) في أرضه~ ٤:٤٢ م ٢٨/ شوال/ ١٤٣٦ #ميعاد

الخميس، 13 أغسطس 2015

في رحاب صلالة🌿

الخوف والرجاء يزدحمان في كل فصول حياتنا..
خروج من رحلة للجسد والنفس يُلزمُ مراجعة شديدة للخلجات.. ونحن نمر بمعالم صلالة التي فضلها الله على بعض مخلوقاته بخريفها الزاهي.. أتضرع للخالق في نفسي، "يا رب، هذه ءايتك في الآفاق فزدني بها إيمانًا، لا تجعلني من المعرضين"
حتى تفاعلاتنا المتنوعة مع الأحداث والتضاريس ابتلاء..
اللحظات الأولى حين تبلغ الأنفاس الحناجر.. لا تسمع حتى همسا.. ظلمة الليل الموحش والضباب الذي يأبى إلا أن يحجب عنا أضواء الشوارع، اللحظة التي تصفها أختي بعد تبدد أحداثها بقولها:" كنتُ أتلو الشهادة طوال الوقت"
تنفس الصعداء وارتفاع الأصوات إعجابًا بعمران البلد الذي صورته الجبال العالية عميقًا جدًا وملأ بالأضواء..
تلوح الخضرة من بعيد فترتفع التسبيحات فرحًا من فم جمع وجد ضالته بعد انتظار مرير وسط صحراء قاحلة.. يا للطبيعة وما ترسمه على الصدور.. -يا رب زدني بها إيمانًا، يا ربّ هذه أرض الدنيا فكيف بأرض الجنة، بلغنا يا الله-
لحظة الولوج المفاجئ من صفرة الجبال إلى خضرتها حيث لا خيوط تتشابك لتربط بينهما، تمثل تمامًا انبلاج نور الطبيعة الخضراء على قلوبنا القاحلة، فتورق وتمطر وسبحان منزل الغيث فمحيي به أرضًا ميتة..
أمواج المغسيل الهائجة التي تقول عنها خالتي "بأنها غاضبة طوال الوقت".. والناس حولها يضحكون ويلتقطون الذكريات ويكأنها غسلت همومهم بمائها وباتت تحارب آلامها، حاملة على ظهرها الفلك لتحملهم وتحمل منافعهم التي اقتنصوها من قاعها بفضلِ خالقها..
في البحر كُتبت ذكرياتي التي لم أروها.. نظرت إليه ودًا وأثق أنه بادلني.. ودعته وداع اللقاء الأخير المؤلم وراقبته خطواتي البطيئة.
لأقف بعدها فوق آثار القرون الأولى، مستمتعة بإنجاز الصعود لأعلاها..
"أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُولِي النُّهَىٰ"
طرقت وطرقت صدري، هأنا أمشي على مساكنهم، أنظرُ بدهشةٍ لقبورهم، أحكي قصصهم للصغار من حولي.. وصدى الآية يطرق صدري.. هم السابقون ونحن اللاحقون فإلى أين المآل يا قلب؟!
-حسن خاتمة يا رب-
أكبر عظة من رؤية الأموات هو عيش لحظة الموت حقًا..مع لذة الضباب الذي يشعرك بالعيش وسط السحاب، نلاقي خطر الموت، صرخة والدتي تدوي في آذاننا.. شعرة وتقتحم سيارتنا شاحنة لم يتحمل صاحبها مسؤولية تشغيل الأضواء التي قد تخترق الضباب..
-الحمد لله الذي نجانا- 
أردتُ في تلك اللحظة أن أخفف على قلب أخي الذي يقود.. رغم شموخه وهدوئه أعلم برعبه..
ها هو درس آخر يا قلب، فهل تدّكر؟
خوف أن يجهل هذا القلب وينسى ..
رجاء أن يعي ويزداد إيمانًا..

يا رب اجعل رحلتنا حجة لنا لا علينا وزدنا بها إيمانًا..
                        #

٢٤/ شوال/ ١٤٣٦
١٠/ ٨ / ٢٠١٥
ثمريت~

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...