الأحد، 16 يوليو 2017

شحّاذ في الجامعة



استوقفتني فتاة وأنا أجوب الطرقات في الجامعة، ولطالما ارتسم العجَبُ في عقلي عندما يبدأ الغرباء بالحديث معي بموضوع طويل وهم لا يعرفونني، تمامًا كالتي تأتي لمشاركتي كرسي حديقة العلوم وتقطع انغماسي في أشيائي، ولا تخلو هذه المواقف من لذة وابتسامة عند محاولة مسايرة الحديث والإنصات بتمعن، حتى لا تقع في ورطة عدم الاهتمام.
اليوم كانت تلك الفتاة رسولًا من الله لتخبرني فأكتب فتقرأون..
"شحّات في الجامعة"
كانت هذه بداءة حديثها، وأنه لموضوع مثير تصيخ له الآذان وتتفكر العقول..
"رجلٌ يقول إنه من الشرقية وقد فقد بطاقته البنكية ومضطر إلى العودة لبلاده، ولهذا فهو في حاجة إلى المال"

كانت هذه القصة التي يتسلح بها لأسبوعين متتالين، وأطنبت الفتاة في الحكاية:" يبدو أنه لم يعرفني، فقد أوقفني الأسبوع الماضي وقال لي الكلام نفسه، وقد كنتُ أتعلل بأن محفظتي ليست معي"

ألقتْ ما في جعبتها وذهبت، لا أدري إن كانت رغبت في تحذيري أو سكب قصتها سريعًا لأي مارة، ولكنها أثارت ذاكرتي إلى ذاك الذي سولت له نفسه أن يدخل إلى استراحة الطالبات ويوزع قصة حزينة على الجالسات متذللًا بها للحصول على المال، وبينما كنت مستنكرة دخوله المكان الخاص بالفتيات كانت هناك مَن تمدّ له يد العون عطفًا ورثاء لحاله، وبعد أيام نُشرَ عنه أنه يشتري بهن الخمر.
الأمر يزعج الوعي، والنفس لا تتقبله، ولكنها العواطف عندما لا تستعين بالعقل ولا تتريث، فليست كل النيّات الحسنة توصلك إلى عمل الخير، فالشحّاذ عندما يرى أنّ مَن حوله يستجيبون  لتذَلُّـلِه سيدوم على عمله ذاك وسيدمنه، وأنت لا تريد أن تكون سببًا في ذلك، فكن واعيًا لهذا ولا تنفق أموالك في سبيل الغي بحسن نية، ولو استدرجته بالأسئلة لمحصّت صدقه من كذبه، وقلّ منهم الصادق الذي ستغنيه أبواب المؤسسات الخيرية عن التسول.

ميعاد الحارثية

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...