الجمعة، 8 يناير 2016

تَدور

تدورُ الحياة، وأشعرُ بها، ليست شمسًا منقلبة تُرينا العتمةَ بغروبها، ولكنّهم بشرٌ يغربون وينحدرون في تيهِ الظلام، وأنا أدورُ تألمًا..

-بسخرية المُتَعجِّب، أضغطُ على أيقونة احصاء عدد الكتب التي ستقرأها في إجازتك، وكان العدد واحدًا أكبر إنجاز!
ضغطتُ عليه لأُمتعَ ناظريّ بطموحِ الشباب..
(٦١٪‏ صفر من الكتب)
أيُّ نقمةٍ حلّت على الأمةِ ليكونَ هذا شبابها؟
أدورُ وأتألمُ والحياةُ تدور معي، أو أدورُ معها لا يهم..
وهي الحالُ نفسها، عندما أنظرُ سعادةَ الطلابِ بالإجازةِ في صور مُعرفاتهم الواتسابية، جلّ طموحهم النوم والفراغ!
ويا حسرة على العباد عندما لا يعلمون أين الراحة ويُخادعونَ أنفسهم..
يتباكون بانخفاضِ النفطِ والجهلِ والفقرِ وهم نائمون متفرغون لا يعلمون ما يفعلون..
ومصائبُ الحياةِ التي يدوسون عليها اليومَ بغفلتهم رُغمَ صراخها الذي يتجاوز الأعماقِ ويقطعها، ستدوسهم يومًا وسيستغيثون..

نحنُ بحالنا هذه لا نتعلمُ من بعضنا، المؤمن لا يُلدغ من جُحر واحد مرتين، وقد لُدغنا آلاف المرات ونضحك ولا نبكي ونحنُ سامدون..

بالله، أصورة طفل مضايا بعيدة عن وطننا؟
أليسَ كُلّ جائع يموت يقتلُ فينا الكثير، ألا تشعرون بالطعنات!
ألا يقتلكم الألم المحمود؟
إذن لِمَ الترف بحقِّ أنفسنا؟
أراهم حولي لا يعلمون أينَ يضعون أموالهم، فيشترون طعامًا كثيرًا يقتلهم شبعًا، ولا يُفكرون بمشروعٍ وإغاثة لهم ولغيرهم..
والحياةُ تدور، وستجازينا يومًا إن لم ندُر معها..
إنّي لأرى الحياة كارثة عندما ينهضُ الإنسان وهو لا يعلم ما سيفعل، عندما لا يتساءل ثُمّ ماذا، وعندما يقتل شخصه بسكاكين الإهمال والكسل، ولا يشعر بملائكة يكتبون..

أفق!
الحياة تدور، والناس يموتون، والدورُ آت لا محالة، بأيّ شكلٍ من الأشكال..
أفق، فجوعُ الروحِ تتبعه خسارة فادحة في دارِ الجزاء، وجوعُ البطنِ قد يرقى بك في دار قرار..

فلنفق، فالحياة تدور

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...