الجمعة، 4 مارس 2016

إلى الغيور على لغته العربية

رسالةُ تذكير:
﷽ 

ارتأيتُ أن أسطرَ هذه الرسالة بعدما كانت تثور حفيظتي وأرجمها بسكوتي ولكننا تُعبدنا بالأمر بالمعروف ولأني أثق أنّ مَن ستمر عيناه على رسالتي سيحرص على أن تدخلَ قلبه وتحرك جوارحه ولستُ أُزكي على الله أحدًا ولكني رأيتُ فيهم الجد والنشاط لرفع هذه الأمة والحفاظ على أسباب عزتها.
أما بعد:
فقد شهدتُ  ممَن أنعمَ الله عليهم من المهتمين  باللغة العربية، الناشرين لعلومها، مَن كاد أن يركن شيئًا قليلا بتضييع بعض قواعد اللغة بحجج واهية كالمزح والدعابة ومن صور ذلك كتابة (حسنًا، حاسنن) و(نعم، نااعم،نعاام) وغيرها مما يؤلم ذكره.
وقد طفقتُ بالتأملِ في حذافير الأمر وتحمله هذه الدعابات فوجدت أنه أكبر وأعز من أن يُفعل به ذلك، فأسباب العزة لا يُلعب بها ولغة القرآن عزتنا شئنا أم أبينا.
ومِنَ الحجج المُلقاة على عاتق اللغة، الكتابة بالعامية المنحرفة عن الفصيحة، ولستُ أدعو أن يلتزمَ المستهدفون بالحديث بالفصيحة في كل أوقاتهم -رغمَ خيرة ذلك- كالذي يأمر بالمعروف وينسى نفسه، ولكن ما أدعو إليه هو أن نتخلص عند كتابتنا سواء بالفصيحة أو العامية من إضافة الياءات في غير مواضعها وخاصة عند الحديث مع الأنثى كقولهم (قطعتي قلبي ويريدون قطعتِ قلبي) و(جزيتي خيرًا مكان جزيتِ خيرًا) بزعمهم أنّ العامية تُكتب هكذا ومنهم مَن يقول إنها من لهجات العرب قديمًا فأقول له إن من لهجاتهم أيضًا عدم التفريق بين الضاد والظاء، فهلّم بنا نخلط بينهما!
ومن أغرب ما زعموه في هذا الباب هو التفريق بين الذكر والأنثى!
فهل إذا كنت تُحدث أنثى ولم تضف الياء المغلوطة ستحسبُ نفسها ذكرًا!
ولكي لا أطيل عليكم سأذكركم أنّ هناك مَن يضيف لام التعريف على الاسم المتصل بالضمير فيقول (البيتنا ويريد بيتنا).

أختم كلامي هذا وكلي قناعة به وإن نعتني أحدهم بالتشدد فلستُ أكترث لأني أرى مَن أنعم الله عليه بحفظ لسانه ولغته فيجب ألا يكون ظهيرًا للمجرمين السالبين اللغة حقها.
وهي رسالة تذكيرية لي ولكم حتى لا نجعل لأحد بابًا لكي يسخر من لغتنا وعزتنا وحتى يكون هدفنا في نشر هذه اللغة الحية طاهرًا من كل شائبة.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

الأسلاتية: ميعاد الحارثية

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...