الاثنين، 6 مايو 2019

أهلا رمضان🌙.. فهل أنت مستعد؟


*أهلا رمضان🌙.. فهل أنت مستعد؟ *

بسم الله رب الشوق، رب السكينة والنشوة الجاريتين في عروق المؤمن فرحا بمقدم رمضان، ولو كان رمضان بشرا لعانقناه وما نفع العناق والقلوب خاوية والإحسان منعدم؟
هاهي النسمات تنسل إلينا رويدا رويدا رغم أنف كل المتاعب والمصاعب في هذه الدنيا، وتكاد الدموع تنسل معه حمدا وشكرا على التبليغ، يا الله لك حمدا لا ينفد بأن اصطفيتنا من عبادك لبلوغ هذا الشهر، للاستقاء من بركاته، وكم من نفس كانت تشتاق ولم تبلغه لرحمة وحكمة لا تعلمها إلا أنت يا قدوس.
اللهم إنك قد بلغتنا، اللهم فأعنا، فإن قلوبنا ترتجف خوفا وخشية من أن ننسى وتبقى رؤوسنا غارقة في قاع الدنيا المهلك..
أرِنا طريق الخلاص، طريق التقوى، اصنعنا على عينك وعلمنا أن نستدرك ذواتنا الذابلة.. اللهم قد رزقتنا رمضان بكرمك فلا تجعلنا من الذين يردّون الهدية، خاوية أيديهم وقلوبهم ومن حولهم تقسم الغنائم ويحتفي أهل السماء بالقانتين المجاهدين..
اربطنا بالقرآن، علمنا كيف نمسكه بقوة، ليكون ربيعا لقلوبنا واخضرارا لا يصفر..
انزع الأقفال، مُدنا بالقوة لكي نكسرها، ونفتتها فلا تعود؛ فنرتع في رياض التدبر ونذوقه زلالا..

رمضان للتغيير، فكيف نتغير؟
وهل يتغير إنسان يجهل مساويه؟
وكيف نعرف مساوينا إن لم نغامر ونستكشف كهوف أفكارنا وأحاديثنا، إن لم نضع أنفسنا في كرسي الاتهام وبالدليل نسطر لها اسودادها؟
وهل منا مَن يخلو من هذا السواد؟
من وباء أصاب الصلاة فلم تنهه عن فحشائه، عن جفاف أصاب لسانه فلم يروِه، وعن أخلاق تريد - لو كان الأمر بيدها- أن تندس تحت الأرض خجلا من نفسها، ومن ألفاظ تخرج من ذات الفم الذي يردد:{وقولوا للناس حسنا}، {وقولوا قولا سديدا}، {ولا تنابزوا} {لا يسخر} {ولا يغتب} دون أن تشعر بالريبة..

التغيير هو أن نتلو القرآن ونفتش عن أنفسنا فيه ونرى أين موقعنا الآن من وعده الحق؟
أن نضع أنفسنا في الفئتين ونقيس المسافة بيننا وبينهما، أيهما أقرب؟ والله عزيز رحيم لا يقبلنا إلا ببياض ناصع، فما قيمة ثوب أبيض إن كان مرقعا بالأوساخ؟
لن نتباكى على أوساخنا فحسب، نحن نتنظف والقرآن يدلنا بحذافير الطريقة، ولكن فقط إن وعدناه أن يكون التغيير إلى أن يأتينا اليقين، فرمضان لا يريد منا أن نفعل هذا لأجله، فليست هذه مهمته ولا هدفه.. إنما هدفه التقوى فلنبحث ونَعِ ما هي التقوى من الكتاب الذي أنزله الله في رمضان هدى للناس.
فلنعلم أطفالنا ما هو رمضان، فلندعوهم إلى القرآن وإلى الذكر، ولنجعل لهم نصيبا من هذا التنافس الشريف الذي يجعل المؤمن يغار ويشعر بحسرة إن سمع خبرا عن خير فعله صاحبه وهو تأخر وتضعضع في مكانه، إنه شهر التنافس الذي يدعو ويشجع المتنافسون بعضهم بعضا فيه، فلا تفرطوا..

هنيئا لنا ولكم شهر رمضان، نتضرع إلى الكريم في كل ثانية من هذا الشهر بأن يعيذنا من التقصير والتخاذل والنسيان، وأن يرزقنا قوة تذيب كل عائق وخوف في الطريق إليه، إنه هو السميع المجيب. ♥️

ميعاد الحارثية

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...