الاثنين، 14 نوفمبر 2016

بين قاعات الدراسة


طالت بي أحداثُ الحياةِ وأرتني ما كان خياليا يستنكر وجوده في حياة بشر، كانوا يقولون لي إن الحياة ليست وردية وخبايا الناس تُحذر ولعلي أنكرت بعض ما قيل لكنه تمثّل لي حقيقة متجسدة في مقاعد الدراسة، ويا للعجب عندما لا نملك إلا كلمة سبحان الله أمام التصرفات التي لا مبرر لها.
أنتَ قصةُ طالب جامعي بكل مواقفك وأحداثك، وقبلها بفكرك ومُضيّك واهتماماتك..
لعلي لن أقول إنّ التفكير الطفولي الذي يجعلك تُعاند مصلحة الطلاب جميعًا من أجل العناد فقط هو ليس تفكير طالب جامعي؛ لأنّ من البشر مَن يتحسس ويقول:" إذن مَن نحن"؟ وسبحانك ربي وكأنّا أشرنا له بالأصبع بكلامنا العام والحقيقة هو مَن أشار على نفسه وعلِمَ أنّه لن يخدع نفسه بحقيقته فيسأل بسؤال يُثبت مَن هو.
الآيات عندما أمرَت بالتنافس والتسابق والمسارعة، وجعل اللهُ الجنة درجات كُلٌّ ينال درجته بحسب عمله وإلا في الحضيض -والعياذ بالله- لم تجعل هذا التنافس إلا شريفًا يرقى بصاحبه وقال الذي لا ينطق عن الهوى:" لا يؤمن أحدكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسه"، والذي يحصل في قاعات الدراسة من بعضهم -هدانا الله وإياهم- يُناقض هذا؛ فعندما يقول الأستاذ بالامتحانات التعويضية التي جُعِلَ دخولها باختيار الطالب لا شيء يدعوك لرفضها والصراخ بإلغائها بلا سبب، فإن كنتَ لا تريد فلا تدخل واصمت ولا تقتل فرص غيرك.
وما يُدريك، لعلك تقع يومًا في موضع ذاك الذي أراد أن يجبر درجته التي ربما جاءت بسبب ظروفه القاهرة وترى مَن لا يقبل أن تعوّض دون أن يضره هذا بشيء أو ليس له مصلحة ظاهرة أبدًا..
وثُلة أخرى يتفقون مع طلاب صفهم على أمر ثم يُخلفونه بكل برود، وقد نَسوا "أوفوا بالعقود"، "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
ولا ندري السر وراء هذا ولكنه يحدث أمامنا فترطمنا الصدمة من تصرفهم هذا.
ولعل الأمثلة تطول وما رأيتموه أوسع من هذا وأبلغ..
فقط سأقول إنّ العلم تربية للنفس في بداءته وكبتٌ لهواها ودعوة للرقي بالضمير والعقل، فكفوا أذاكم عن زملائكم وامضوا في الطريق مستمسكين بالدين والأخلاق واعلموا أنّ شرف الفوز ليس الفوز نفسه وإن كان بالخداع والأنانية وإنما السبيل الذي قطعتموه من أجل ذاك الفوز.
أعاننا اللهُ وإياكم لهذا، فلنعن أنفسنا بالآيات وكتب تزكية النفس ولنرقى.



ميعاد الحارثية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...