الخميس، 8 أكتوبر 2015

إلى صاحبي الغريق

إلى صاحبي الغريق:
اعمل بالآيات يا صاحبي..
الآيات التي تُخبركَ بحقيقتك، أنك إنسان!
إذا مسه الخير منوعًا، وإذا مسه الشر جزوعا
(منوعًا).. قد يكون الإنسان هكذا عندما يمنع نعمة الله عليه من التحدث عاليًا، عندما يبخل على رسم بهجة في قلوبِ أحبائه بكلمته الطيبة المتفائلة الشاكرة، عندما لا يقتنع أنّ الكلمةَ تأخذ مجرى عظيمًا في نفوس المحيطين به..
جزوعًا!
تلعنُ الحياة والناس والطبيعة لشرٍ كرهته وقد يكون خيرًا لك..
تقتلُ روحك المعطاءة قبل أجلها بسبب ابتلاء خفيف..
قد تدخل دائرة السوء عندما لا تُحسن الظن بالله!
الآيات -يا صاحِ- التي أخبرتك بحقيقتك هي نفسها التي علمتك كيفَ تسمو وتسعد وتصرخ بهجة.. هي نفسها التي استثنت المصلين والمنفقين والأُمناء من دائرة المنع والجزع!
هي نفسها التي علمتك اللجوء إلى ربّ القلب الذي أرهقته بكثرة شكواك وبؤسك، وهي التي أمرتك (بالصبر)..
أتفقه معنى الصبر يا صاح؟
أتحسبه هينًا، يأتيك راكضًا؟
الصبر هو أن تواجه المصاعب بتجلد. أن تُصبر نفسك يعني أن تضبطها وتمنعها من الانجرارِ إلى رغبتها في التذمرِ كلّ وقت..
الصبرُ إن كانَ في متناول الجميع لما جعله الله مفتاحًا لدخول الجنة بلا حساب، أما سمعتَ ثناءه تعالى على الصابرين؟
الذين أصابتهم البأساء والضراء وزلزلوا، الذين عرفوا الابتلاء حقًا وتذوقوا مرهُ ولذته، لا الذينَ بكوا على الأطلالِ والكلمة واللدغة..
فلتشكر الله أنّه لم يُصبك ما أصابهم..
الآيات تقول لكَ إنّ الإنسان كفور، وقليلٌ منهم الشكور.. انتبه، ليست تحثك على اتباع الكثرة ولكنها تُخبرك بأنكَ مُميز عندما تعترفُ بفضلِ اللهِ عليك وتشكر، ليس فقط باللسان، بل أيضًا بالعمل، بالرفق بقلبك المُثقَل بسببك، باتخاذِ أسبابِ الصبرِ التي وجدت في روح الآياتِ..
هدى الآيات التي علمتك الإيمان الحقيقي بالله بكافة تفاصيله، بيّنت لكَ ثمرة الإيمان عليك.. "فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسًا ولا رهقا"
لا تخف يا صاحِ.. كُن آية تتسامى في ملكوت الشكرِ والطمأنينة، جَنّد روحك على هذا ولا تبخس حقها من لذةِ الصبر الجميل..
كُن آية نيرة تُضئ الدربَ نحو النعيم..
وما أعظمه من نعيم!
"قُلِ الحمدُ للهِ" وابتسم.

والسلام
١٦/ ذو القعدة/ ١٤٣٦
#ميعاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...