الخميس، 8 أكتوبر 2015

صراعُ إنسان

بينَ العدمِ والوجودِ حكاية إنسان تاهَ كثيرًا في ظلمات الجهل والتعب والغفلة، نظرَ حوله فرأى زيتونة مضيئة فاستظلّ تحتها زمنًا وأكل من ثمارِ نورها الشهي، لينعم بالرحمة واللطف والسكينة..
وقفَ يومًا متأملًا، أوصله قلبه إلى نهاية أشجار الزيتون المضيئة وارتعش جسمه شوقًا ورجاء أن يصلَ بسلام، مُحافظًا على طهره، وتاركًا أثرًا حسنًا لا يزول.. "في نهاية الدرب يوجدُ ثمر ألذّ"..
التفتَ قليلًا وسقط مغشيًا عليه من شدة ما لمحه.. أفاقَ مرددًا.."إنها السُبل!".. وأصبح يَعدّ كم زاغت قدمه وانغمست في وحلِ السبل المحيطة بدربِ الزيتون، ولم يحصها..!
تحمّر جسده واسودّ وجهه، ويكأنه سمِعَ نواحَ الغارقين أبدًا، المُلتحفين بسعيرِ غيهم، والآكلين من أشواكِ ظلمهم..
اصطرخ"معاذ الله!".. وقد ابتلّ جسمه فزعًا.. فإذا بسكينة ماطرة تنساب عليه وقد تبدد عجبه من زيارتها عندما تنبه إلى تمتمات لسانه ونبض قلبه  وهما يرددان:" الله.. الله.. الله.. الله"
خنسَ عنه الرعبَ الشديد وبقيَ بخشيةٍ لذيذة ورجاء مندفع..
حملَ زاده وأكمل مسيره في الصراط المستقيم ،وقبس من نور يظلّه، ودستور يحميه من الانحراف قيدَ شعرة عن مبتغاه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...