الخميس، 1 أبريل 2021

شطرُ الكتابة: سرّ التحدي١

 ١


شطرُ الكتابة: سرُّ التحدي


بسم الله ربّ الشغف..

تتسارعُ النبضات وينتفضُ الشعور ليعيدني إلى زمنٍ بعيد جدًا، إلى تلك الروح الصغيرة التي تترقب اليوم الأول في المدرسة، تشعرُ بوخزات من القلق يعتري حماسها الدّفاق، تكاد تُسبق القدر بخيالها الذي يجيد رسم الأحداث والشخصيات، هل يا ترى ستجدُ صديقها الذي طالما ضمته إلى ألعابها وحكاياتها قبل أن تعرفه؟

في فجرِ هذا اليوم، تلبسني ذاك الشعور، تدافعت الأفكار مزدحمة في رأسي، تتسابقُ لتُبصر نفسها في هيئة عروس زاهية يُعجبُ بها الناظرون.

إنّني أشعرُ بالصخب الكبير الذي تفتعله الحروف بداخلي، إنها تشحذُ الهمم وتعدُّ العدّة للانتصار في التحدي، التحدي في الكتابة الذي هربتُ عنه طويلا!

اعتدتُ أنْ أقع في شباك العناوين العريضة التي تتحدثُ عن الكتابة، تُغويني لأمتلكها مهما كانت ظروف المحفظة، وتجبرني على الخضوع بين حروفها مهما تضرعت الأشغال المتكدسة التي تنتظرني.

كنتُ أتعذبُ وأنا أقرأ هذه الكتب، لأنّك قلما ترى كاتبا متمكنا لا يدعوك إلى النصيحة الذهبية: "اقرأ كثيرًا واكتب كُل يوم."

هربتُ كثيرًا من الحقيقة، وهجرتُ حروفي طويلا وتلعثمتُ بأعذارٍ واهية لاُقنع ضميري الذي لا يقتنع، كنتُ أُداري الرغبةَ للكتابة في مهدها، أُخدرُها قبل أن تفيق وتحنُّ في رأسي وتُربك أيامي، كنتُ أخاف كثيرًا من الانجرار خلفها واتخاذ قرار الكتابة! 

نعم، أنا السّجان الذي يحبس حروفه خوفًا من ضعفها و تهالكها، خوفا عليها من نظرات الهوان في أعين القراء. 

واليوم قررتُ أن أُحطم الأسوار وأخوضُ مع حروفي تحدي الشجعان، الذين يثقون بأنفسهم ويكتبون لأرواحهم. 

مِن حقّ هذه الروح أن تُسقى من نشوة الإنجاز، تلكَ النشوة التي يعرفها جيدًا مَن نظرَ بعين الفخرِ لوليده الزاهي، للنّص الذي تزيّن بُحلل اللغة اللامعة، إنّه تالله لشعور جذّاب! 

أنا أعلمُ أنّ الكتابة خُلقتّ فيّ، هي جزء من تكويني، ولهذا قبلتُ التحدي. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...