الثلاثاء، 27 أبريل 2021

سفرُ مشاعر

 اليوم ٢٧ من #تحدي_الثلاثين 


                                      إليكَ


في كُل مرة أقرأُ فيها حادثة الإفك - كأنها أول مرة- تعتريني موجة من البكاء، أودّ لو أكون مكان المرأة التي بكت مع سيدتنا عائشة دون أن تنطق حرفا.

يا الله، كيف يُمكن لمشاعر أن تخترق القرون الكثيرة وتسري في قلوب جديدة؟

أسكنُ الموقف، بل أسكنُ قلب السيدة عائشة وتعصف بي الأعاصير التي تنزل به، وكأنّي بسيل دموعها المدرار المستعر، يغلي في صدري وهي تحكي:" وقد بكيت ليلتين ويومًا، حتى أظن أن البكاء فالق كبدي".

ومَن ذا يلوم الطاهرة على وجعها وهي قد أُصيبت في طهرها وعرضها بهتانا وبطلانا؟

ومَن ذا يلومها وهي تُقابل جفاء لم تشهده من حبيبها رسول الله؟

نحنُ اليوم إن حدث حادث بيننا وبين مَن نُحب وإن كان بسيطا، نندبُ آلامنا بالأشعار وتسودّ الدنيا في أعيننا، فكيف بحبيب كمحمد؟

السيدة عائشة، المرأة الصابرة رغم نحيبها، المرأة التي استندت على قول أبي يوسف إذ قال:{فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون}.

وهي التي تقول:"وأنا والله أعلم أني بريئة، وأن الله تعالى مُبرئي"

يا الله، أي يقين كان يسري في تلك النفوس، فلا تعرف جزعا ولا تشهد قنوطا، بل تترقبُ ترقب الواثق فرجَ الله.

وأنتَ يا صديقي، قد ينعتك الناس بما ليس فيك، قد يكيلون عليك ظنون السوء وينظرون إليك نظرات الريبة وإن كان في أمور دون العرض والشرف، يؤذونك في مشاعرك، - ومشاعرك غالية- تذكر هذه الواقعة ودروسها واستعن بالله على ما يصفون، وارجوه أن يُخلّصك من بهتانهم.

ولك في سورة النور شفاء للغليل الذي يعتريك

{لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا...}

{إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينًا وهو عند "الله عظيم"}

لا يريد الله للمؤمن أن يحزن، فاستعن به على مَن يستصغر شعورك ويستبيحه، واستند على آياته وترقّب فرجه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...