الخميس، 15 أبريل 2021

{إنّا كفيناك المستهزئين}

                      {إنّا كفيناك المستهزئين}


"طوبى للغرباء"، كلمات ترددت في خافقي كثيرا وأنا أُبصر تبعثر الفساد في كُل مكان، قُمامة السوء ملقية على الطريق، وأكثر الناس لا يؤمنون!

رسالتي اليوم عن صديقي الذي قبض على الجمرة بكلتا يديه ووقف جبلا شامخا في وجه المستهزئين، الساخرين الذين يكيلون له الألقاب ليل نهار.

لعلّ قلبك نبض بالوجع يوم ألقى ذاك السفيه لقبا ساخرا على شكلك، أطلتَ لحيتك بعد جهاد مع النفس فبدأ جهادك مع الناس، الذين لا يفترون يُحبطون غيرهم عن اتباع الخير بدلا من تشجيعهم. سينعتونك بأقذع الألفاظ وسيتربصون بأفعالك إذا خالطها شيء مما لم يعجبهم.

وأنتِ يا صديقتي سيحاربون حجابك الشرعي ويصورون لكِ إنّك غير أنيقة به، وقد يستخدم أحدهم القوة إن عزمتِ التنقب والابتعاد عن الفتنة.

يلمزونك في مجالسهم إن ذكرتَ حُكما من أحكام الحق ولم تُعجبهم، وإن اكتفيت بفعله بنفسك، لن يتركوك.

سيتأففون من مجالستك لأنّ ضميرك يفزّ عند الغيبة والنميمة، وفحش القول الذي انتشر في الأفواه كالداء المُعدي.

ستواجه الكثير في هذا الطريق يا صديقي، ستُفتن كثيرا وتبكي كثيرا وتخاف كثيرا، لكنّ قلبك سيبقى حيّا وهذا المهم.

أُريدُ منكَ أن تستشعر أنّ الله ينظر إليك، يرى جهادك وصبرك وتحملك وتمسكك، وهو الذي أنعم علينا بإحسانه فكُلّ شيء هيّن في سبيل قُربه. 

ولتعلم أنّ هذه سُنة الحياة، فلستَ أول شخص سيتعرض لهذا ولا آخر شخص، فما قاساه أنبياء الله وأصفياؤه أعظم مما نقاسيه، ويا للغبطة في أن نشاركهم جهادهم ونكون معهم في نفس الصف الذي كانوا.

لا تتذبذب - يا صديقي- ولا تتردد، وأنتَ على الحق المبين، اجعل كتاب الله سلوتك وغذاء صبرك واصحب الصالحين ممن يصدعون بالحق ولا يخافون لومة لائم.

وتضرّع إلى الله أن يحميك من مغبّات شياطين الإنس والجن، واصبر واصبر واصبر؛ فإن سلعة الله غالية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...