السبت، 24 أبريل 2021

لا تدّخر!

 ٢٤

                                لا تدّخر


‏"لا تُغرق نفسك بديون عليك سدادها. حافظ على نفقاتك متدنية وابدأ بتكوين قاعدة أصول، ثم ابدأ بعد ذلك في ابتياع المنزل الكبير أو السيارة الفارهة."


من هنا بدأتُ شغفي في القراءة في المجال المالي، كنتُ دائما أقول: يجب ألّا نخوض في شيء قبل القراءة والاطلاع عليه.

لكن لم يخطر ببالي  التوسع في أمر المال، حتى زرتُ صديقتي يومًا ورأيت في مكتبتها كتاب" الأب الغني، الأب الفقير"، كانت قد نصحتني بقراءته يومًا، استأذنتها لأستعيره وفي بالي فكرة: ماذا سيقول؟ ادخروا وادخروا ثم كوّنوا حياتكم.

كانت الصدمة أنّه حكى قصة رفض الكتاب لعشرين سنة لأنّه ذكر قواعد تخالف العقل الجمعي ومنها أنّ الادخار هو شيمة الفقراء ومتوسطي الدخل.

لأول مرة هناك مَن يكسر القاعدة:"لا تدّخر".

إذن ماذا أفعل؟

الكتاب لن يُخرجك من معمعة صفحاته الكثيرة إلا وقد أقنعك بما يجب عليك فعله.

غيّر نظرتي وغيّر مخططات سنوات في رأسي!


‏"الأصل يجلب المال إلى جيبك سواء أكنت تعمل أم لا، أما الالتزام فيسحب المال من جيبك. فإن أردت أن تصير ثريًّا، فأنفق ببساطة حياتك كلها في شراء الأصول، أمّا إن أردت أن تصير فقيرا أو من الطبقة الوسطى فأنفق حياتك في شراء الالتزامات"


هذه كُل الخطة، أن تستغل مالك في استثمارات تعود إليك بالربح، لا تجعل أولوياتك سيارة فارهة ومنزل ضخم وترهق عقلك في الديون والتفكير في التسديد. 

عندما يكون معك رأس مال وإن لم يك ضخما، استثمره ثمّ ابدأ بشراء الالتزامات من بيت وسيارة وأثاث من مال الاستثمار. 

الذي يوقعنا دائما في الورطة المالية أنْ نجعل أنفسنا عبيدًا للوظيفة والراتب الذي نستلمه، فإذا ما اضطررنا للخروج منها، انتكست حياتنا كلها. 

يُقال لك شخص عمل ٢٠ سنة ثم سُرّح من عمله، وهو الآن لا يجد لقمة العيش. 

لأنّه كان يصرف كُل راتبه في الالتزامات، ولو أنّه فكّر قبل أن يغرق نفسه بديون بيت وسيارة في مشروع يدرّ به أموالا ويستغني به عن الراتب الأساسي للإنفاق على المستلزمات لما تأثر هكذا بتسريحه. 

نحن الشباب ما زلنا في بداية حياتنا المالية، نستطيع الآن أن نتخذ قرارا في أن نجعل أولويتنا الاستثمار ثم الالتزامات، حتى نستغني في أي وقت عن الراتب، ولا نُلقي أنفسنا في مغبة الديون. 

السؤال الذي أسأله نفسي الآن: كيف أستثمر، وفيمَ أستثمر، ومتى أستثمر... ؟

وهذا ما أنوي البحث والقراءة والتعلم عنه - بإذن الله-، فإن عاقب ة الجهل شديدة مريرة. 


هناك تعليق واحد:

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...