السبت، 17 أبريل 2021

اهرب!

 (١٧)

                                اهرب!

قالت لي يومًا إحدى الرفيقات:" تتميزين بقوة إقناع ولكنك لا تستغلينها"

كم استقويتُ في حياتي الذين يتناقشون ليل نهار ولا يكلون ولا يملون، إن قلتَ لهم أُحب الفراولة أكثر من التفاحة سيناقشونك.

في الأيام السالفة كنتُ أناقش بعضهم ثم تبينتُ أنّ الكثير يناقش لأجل النقاش فقط لا لأجل الوصول إلى الحق.

وهذا ما اعترفت به واحدة بقولها بعد نقاش طويل:"أنا لا أخالفك الرأي، لكن" ما يهجيني ما أناقش"".

حديثي ليس عن ذم النقاش بذاته، ولكن عن قوله تعالى:

﴿لَو خَرَجوا فيكُم ما زادوكُم إِلّا خَبالًا وَلَأَوضَعوا خِلالَكُم يَبغونَكُمُ الفِتنَةَ (وَفيكُم سَمّاعونَ لَهُم) وَاللَّهُ عَليمٌ بِالظّالِمينَ﴾

هناك من الناس مَن لا يستكشفون خبايا نفوسهم ولا يرون ضعفها ولا يعترفون بتأثرها فيخوضون في كُل بحر وهم لم يتسلحوا فيصدق عليهم قول تعالى:{وفيكم سمّاعون لهم}.

ألا يتعب قلبك يا رفيق وأنت تجادل ليل نهار؟ ألا تشعر النفس بالرغبة في الهدوء؟ لا بأس أن تدافع عن الحق لكن راقب نفسك جيدا وإن مالت ميلا خفيفا لفكرة باطلة فاعلم أنها بدأت تسمع وتنصت إلى الباطل وتتأثر!


‏{واحذرهم أن يفتنوك عن بعضِ ما أنزلَ اللهُ إليك}

آية هزتني وأنا أتلوها فجر اليوم، سبحانه الذي يحذرنا ويعطينا كُل مفاتح النجاة ثم نضل ونغيب.

كثير منا يخوض في أي شيء فقط ليملأ فراغه، ثم لا يرى نفسه إلا في ظلمات الفتنة لا يدري أين طريق العودة، ولم يعد يميز بين الحق والباطل.


اعرف قدر نفسك وجنبها مواطن السوء واحذر من كثرة مجالسة أهل السوء لكيلا يجرونك إل ى تجرّع كأسهم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...