الاثنين، 19 أبريل 2021

أي القلوب تملك؟

 (١٩)

                              أي القلوب تملك؟ 

{ولا تخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا مَن أتى الله "بقلبٍ سليم"}

   نتصارعُ مع الأيام، ونلهثُ من طول المسير، ونقلّبُ بعضَ الصفحات في البرامج المختلفة وننسى مَن نحن.

هل خامرك شعورٌ يوما بأنّك فقدت نفسك؟ اشتقتَ إليها؟

...

عندما تقع عيني على بعض التغريدات أحيانًا أتساءل عن كَم الحقد الذي يفور في نفوس هؤلاء الخلق؟ تشعرُ بصدورهم تغلي عند كلمة حق وودّوا لو يجمعوا جيشا عرمرما للقضاء عليها.

عندما تبدأ رائحة عكرة تخرج دالة على لواعج قلبك المريضة فأنتَ قد وصلت إلى مرحلة الخطر، أن يرى كُل الناس كم تتميّز من الغضب انتصارا لنفسك.

ولهذا يا رفيق تعهد قلبك كل يوم، لا تفقده بريقه ولا تهمله في زحمة الأشغال.

أنّى لنا هذا؟

سأطرح على نفسي وعليك أسئلة نغور بها داخل كهوف نفوسنا لنغسل السواد بإذن الله.

- هل تملكتك رغبة في يوم ما بأنّ لا يحصل فلان - صديقك أو قريبك- على ما يطمح له؟ شعرتَ برغبة جامحة لأن يخسر؟ إنّه الحسد. فاستعذ بالله وادعُ لصديقك وشجعه، عاكس شعورك. 

-هل تفجّرت في نفسك مشاعر الحبور والفرح وأنت تؤدي الشعائر، وتشعر أنّك قد بلغت المرحلة السامية؟ إنّه العُجب.

ودواؤه بأن ترجع الفضل إلى الله الذي وفقك إلى هذا وتعلم أنّك مهما فعلتَ لن تُوفي شكر نعمة من نِعم الله.

-هل توهمتَ يومًا الثبات وأنّك لا يُمكن أبدًا أن تحيد عن الطريق وأنّك أفضل من فلان وفلان؟ اخشَ على نفسك لأنّ بداية السقوط أنْ يظن الإنسان أنه آمن من الانحدار وأن يستصغر غيره.

-هل أخذتكَ العزة يومًا من أن تقبل الحق من إنسان تظنّ أنك أشرف منه لنسب أو جاه أو مظهر؟ إنّه الكبر، ولا يدخل الجنة مَن كان في قلبه ذرة من كبر.

-هل انتفخت أوداجك وأنت ترقب نظرات الناس لعملك الصالح وتتمنى لو رآك أحدهم وأنتَ تفعل هذا وهذا؟ إنه الرياء، أشدّ أمراض القلوب فتكا.

-هل حسبتَ أنّك تستطيع صد أخطار الشيطان وجنوده بنفسك وأنّك قوي عليه؟ إنّه الغرور، فاعترف لله بضعفك وأنّه لا حول ولا قوة لك إلا به.

-هل قلبك مُمتلئ بالحقد على فلان وفلان وتتربص بهم ليل نهار؟ 

....

أسئلة كثيرة نستطيع أن نطرحها على قلوبنا كُل يوم، نحنُ أُناس مُعرضون دائما لهذه الخواطر لكن هُناك مَن ينتبه إليها ويلجمها ويقضي عليها قبل أن تنمو، وهناك مَن يهملها فتنتشر في قلبه كالحشائش الضارة وتبثّ السموم في روحه حتى لا يدري ما وقع له وما الذي لطّخ قلبه.


أفلا نستغفرُ الله من أمراض قلوبنا وندعوه بأن يُطهرها ويثبتنا على الحق إلى أن نلقاه بقلب سليم؟

أدمن في دعائك قول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وطاعتك، طهّر قلوبنا من الرياء والكبر والغفلة والغرور والعجب والحزن والكرب، ارزقنا عبادتك حتى يأتينا اليقين يا الله". 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...