الأحد، 11 أبريل 2021

الفقد🍂

 اليوم الحادي عشر من #تحدي_الثلاثين 


                       الفقد


إلى تلك الروح التي كانت أقربُ إليّ من نفسي فحجبتها الأيام والأفكار والأبواب، في كُل لحظة يتوقف قلبي وينبض دونه الشوق وتأخذني الغصة إلى الضفة الموجعة أنقذُ نفسي بتذكر أنّها لم تعد تُبالي، فلِمَ هدر العيون؟

يسكنني العجب وأنا أرى تقلّب الأحوال، مَن كان يظن أن سميرك في لياليك ونديمك في صباحاتك سيغيب، ويصبح غريبا..

ستتردد ألف سنة قبل أن تبثّ له ولو برسالة بسيطة وستعذل هذا الشوق الذي يجتاحك.

لا يكاد يوجد إنسان لم يُجرب شعور فقد إنسان ما زال على قيد الحياة، فتنقلبُ السورة وتتحول العفوية إلى رسمية وقد يختفي كلاهما.

ولطالما وقفتُ على أطلال هذه العلاقات وأنا أردد:{كُل مَن عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.

نعم، هذه الحقيقة وإن تغافلنا عنها بُغية الإنكار، الفقد قادم لا محالة وإن تعددت أسبابه؛ فانتبه لقلبك - يا رفيق- لا تتعلق بأي شيء وبأي أحد إلا بالله.

لا تتعلق بولدك وبوالديك وحبيبك وصديقك، اجعل علاقاتك صحيّة وإن كان لابد من الألم في كُل حال فهذه شيم الإنسان لكن لا تقتل نفسك.

الله اللطيف رزقنا نسيانا نعبرُ به الأيام القاسية، نضمّد به جروح الفقد فاغتنم هذه النعمة ولا ترفضها فتندب حظك ليل نهار.

لا تلم حزنك، احزن وابكِ لكن لا تغرق، ادع الله أن يربط على قلبك.

كتبتُ يوما:

"‏الفقد ليس شرطا أن يكون محصورا في الأشخاص؛ قد تفقد شيئا بداخلك كان راسخا هناك كالجبال، تؤمن به بشدة وتستند إليه فصار مثل الضرس المقلوع الذي خلّف فراغا فأصبح كل شيء يقع مكانه يؤلمك، بعدما كان - ذاك المكان- يجعلك مستمتعا بالأطايب."

ستفقد أشياء كثيرة في حياتك، إيّاك أن تفقد قُربك من الله وأُنسك بذكره.

اللهم اربط على قلوب الفاقدين ولا تعلق قلوبنا إلا بك وحدك، ونعوذ بك أن نضل عن سبيلك. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...