الثلاثاء، 6 أبريل 2021

عن قصة: خلف جدار الفقير

 اليوم السادس من #تحدي_الثلاثين 


                       عن قصة: خلف جدار الفقير


أُفكرُ في البارحة، في أمر القصة القصيرة واضطراري لجعل الشخصيات تُعاني لتصل رسالتها، وكم من امرئ تألم وتعب حتى يوصل فكرة تربو في نفوس المدكرين. 

لم تك كتابة القصة سهلة، ولم تنبع فكرتها في يوم واحد، كنتُ في كُل مرة أفتح التويتر وأرى أخبار المسرحين والمساجين والديون الفائضة والناس الذين يصرخون لإنقاذ مشاريعهم أشعرُ بشوكةٍ تطعن حلقي. غضبٌ حانق يهزّ أركاني وأعلمُ أنّ ذات الشعور يخالج نفوسكم وتشعرون تماما بالعجز مثلي.

كنتُ قد قررتُ أن أكتبَ قصة عن قضية التسريح منذ زمن، قبل أن أبدأ تحدي الثلاثين، لم أك أعرف الشخصيات ولا الأحداث.

نهضتُ فجرًا قبل يومين وأنا أكاد أنفجر من الأسى من القضايا المتكررة وعندها قلتُ: سأكتبُ اليوم.

رغم أعمالي الكثيرة،مسكتُ دفتري وقلمي وبدأت برسم الشخصيات، خالد وأحمد وحليمة ووالدتهما، ثمّ أمل ضحية الفقر، شعرتُ أنّي أعرفهم منذُ زمن طويل، ينتظرون منّي إيصال صوتهم، لم يك سهلا عليّ أنْ أرسم ذلك الألم في حياتهم، كنتُ أختنق مع كُلّ حرفٍ أكتبه، أشعرُ بالغصة تُمسك قلبي وسقطت دمعتي.

فكرتُ، يا إلهي! كيف استطاع الظالم فعلَ كُل هذا في واقع الناس؟ ألم توجعه الأنّات، ألم تطارده الدعوات؟..

لله تلكَ القلوب المكلومة التي تُعاني خلف الجدار ونحن المُنعَّمون لا نراهم، لا نتضور جوعا مثلهم، لا نحمل همّ الغد، نمرّ على أخبارهم مرور الكرام وكثيرٌ منهم لا يبثُّ أخباره، تحسبهم أغنياء من التعفف..

فيا عظيم يا سميع يا بصير يا رازق يا كريم يا من بيده كُل شيء، كُن لعبادك الضعفاء، آمنهم من خوف وأطعمهم من جوع وارزقهم من خيرك غير المنقطع، وسخّر لهم أهل الخير واكفهم بعمل يسدون به حاجتهم. 

يا ذا الجلال والإكرام، يا الله. 


٢٣/ شعبان/ ١٤٤٢


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...