الثلاثاء، 13 أبريل 2021

نفحات من عجائب الدُعاء

       اليوم (١٣) من #تحدي_الثلاثين    


                       نفحاتٌ مِن عظمة الدعاء


إنّني أُبصرُ تعجبكَ - يا رفيق- من فتح نفس الباب مرارا وتكرارا، باب الدُعاء.

وإنّي مؤمنة بما تقول، لكن بودّي أن تلجَ إلى قلبي فترى سيول المشاعر للدعاء تجري بداخله.

كم يتضوّر المُحب جوعا لمجالسة حبيبه ويودّ لو أنّ الدهر يتوقف عند تلكم اللحظة التي لا تنتمي إلى الأرض بل إلى السماء وسعتها وتراقص سُحبها.

أفلا نكون مُحبّين لله ونحنُ في كُل رمشة نرى ازدحام نعمه حولنا، يُسخّر لنا ما نراه وما لا نراه ويُكرمنا بعطايا غير منقطعة ولم نحسب لها ولم نسألها.

فإن رُزقنا أن نكون ممن قال عنهم سبحانه:{يُحبّهم ويحبونه}، فلا ريب أنّنا سنهفو إلى القُرب وإلى المناجاة وإلى لحظات النعيم.

إنّ الدعاء - يا رفيقي- هو حبلك السرّي الذي يُغذّي قلبك بالسكينة وأصناف الرحمة، بل هو قوتك لعباداتك الأخرى.

تخيّل أنّك تُخاطب العظيم وتتضرع إليه، وترجو الرحيم وتستأنس بلطفه وتجري القشعريرة في خلاياك، بهذا أنتَ تبثّ الروحَ إلى أذكارك طوال اليوم وإلى صلاتك وإلى عباداتك لأنّك ستؤديها لمَن تُحب، لمَن تنتصب كُل يوم لتدعوه فيُريحك.

فإنْ أردتَ أن تخشع في شتّى عباداتك، اتبع قول المولى:{فإذا فرغت فانصب، وإلى ربّك فارغب}.

قد تسرقنا الحياة وأشغالها، فلا نكاد نُسلّم من الصلاة إلا ونحن نجري إلى عمل ينتظرنا، وهذه هي الأيام العجاف التي يجف فيها القلب ويتشقق وتذبل زهور الروح، وتختنق الصدور.

اغتسل يا رفيقي، وارغب إلى الله مُستشعرا سمعه وبصره وعظمته ولطفه ورحمته وآمانه، وابدأ بحمده حمد الصادقين الغارقين في نعمائه، المعترفين بفضله وسبّحه تسبيح الخاضعين لعظمته والموقنين بقدرته، ثمّ استعذ به من الشيطان الرجيم الذي لا حول لك ولا قوة لصدّ وسوسته إلا أن يمنّ الله عليك فلا يجعل له عليك سلطانا.

واستغفره يا رفيقي وأطل في استغفارك، فما نحنُ إلا كومة ذنوب تنكت على قلوبنا فتسودّ أيامنا، استغفره وتخيّل النُكت تزول واحدة تلو الواحدة والران يذوب.

ثم ادعُ لقلبك، هذه المُضغة المُتقلبة التي لا نأمن تبدلها في غمضة عَين. قد كثُر المتساقطون فلنتضرع إلى اللهُ أن يُثبّت قلوبنا على عبادته وطاعته حتى يأتينا اليقين، ونعتصم به من أمراضها من رياء وحسد وحقد وكرب وكبر وعُجب وغفلة.

ادعُ بنجاة الآخرة ثم صلاح الدُنيا وأخبر الله بكل شيء.

تعبك الذي تجاهد لتغليفه عن النّاس، وكربك الذي لا يفهمه أحد، ورجاؤك الذي خبأته جيدًا، اسكبه عند الله فإنّه قريب، قريب يُجيب دعوة الداعي..

استشعر قُربه وأحسن الظن بإجابته ولا تملّ من ذكر عظمته؛ فهو القادر على كل شيء، بيده الأمر كُله، يُدبر الأمر من السماء إلى الأرض وهو عليه هيّن.

وادعُ اللهَ أن يوفقك للدعاء، فهو رزق منه، فإن رزقك فاحمده ليل نهار.

وادعُ لي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...