الثلاثاء، 20 أبريل 2021

{ولا تنسوا الفضل بينكم}

    ٢٠

                           {ولا تنسوا الفضل بينكم}


كنتُ أُحدّثُ صديقتي قبل أشهر بأسف على أشخاص كان بيننا عيش وملح ومواقف ووقفات وذهاب وإياب، ثم عندما حالت بيننا الأماكن والظروف أغلقوا كُل الأبواب.

ليس اللوم على البعد فهي سُنة الحياة ولن تستطيع أن تبقى مع كُل البشر الذين تصادفهم وتتعامل معهم، وللناس ظروفها وانشغالها. لكن اللوم على مَن يسد كُل النوافذ ويعاملك كأنك لم تعرفه يومًا، فقد تُرسل له تهنئة ثم تعزية ثم سلام ثم خبر اشتياق وهو يعاملك كالهباء المنثور ويبخل عليك حتى بردّ بسيط أو رد السلام.

قد يقول الكثير هذه حرية شخصية، وهناك فعلا من الناس المزعجين الذين لا تتوقف رسائلهم، وهذا صحيح ولكن فلنتذكر قول تعالى:{ولا تنسوا الفضل بينكم}، فلن يضيركم رد سلام ما دام الشخص لم يضركم، واحتسبوا نية شكر الله على تسخيره لكم في يوم ما، واخفضوا جناحكم للمؤمنين.

وهناك فئة من الناس ما إنْ تشتت العلاقة أباحوا كشف أسرار الصديق، وأخرجوا كُل المساوئ، وهم لا يُبالون بنشح أسراره وضرب المثل به في كُل محفل.

حتى وإن فنيت العلاقة:{ولا تنسوا الفضل بينكم}.

أمّا إن كانت العلاقة قائمة، فاجعلوا الآية نُصب أعينكم وعددوا أفضال الأشخاص وازدادوا بها حُبا وقُربا وحاربوا بها أيام الضيق والعتاب.

فمَن عوّد نفسه بتذكر أفضال الآخرين وذكرها وشكرها، لن يغفل عن تذكر صاحب الفضل الأعظم، الذي لا تُعد ولا تُحصى نعمه سبحانه وتعالى؛ أفلا نُدرب نفوسنا على{ولا تنسوا الفضل بينكم}؟

الذي يحدث في زمننا هذا أنّ الناس ينسون ويجافون ويُكابرون، حتى إذا أخذ الله أمانته وتحقق الفقد الأكبر طفقوا يذكرون الخصال ويندبون أنفسهم على التقصير ويتمنون لو أنهم كانوا وكانوا، وهيهات.

ليس المطلوب منا أن نتبع كُل صاحب فضل علينا، فلا يكاد يمر بنا إنسان إلا ويُقدّم شيئا، لكن إن حضروا بأنفسهم لا نصدّ عنهم وخاصة إن اشتدت بهم ضائقة شعروا بسببها أنهم فُرادى لا أحد يسندهم، ورُبّ كلمة طيبة أنقذت إنسانا من ظلمات الكآبة وصاحبها لا يدري. 

{ولا تنسوا الفضل بينكم} 

هناك تعليق واحد:

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...