السبت، 10 أبريل 2021

هل أنتَ مُبتلى؟

 اليوم العاشر من #تحدي_الثلاثين 


                      هل أنتَ مُبتلى؟ 


إيه يا صديقي يا من عاثت بِكَ الأيام وأفسدت فرحك واستأصلت قوتك، إنّني أشعرُ بكَ وإن لم تتكلم.

أُبصرُ انعكاس قلبك في عينيك الذاويتين، وجهد روحك في أنفاسك الطافحة، لعلّ لواعجك تهدأ قليلا إن علمت أنّ نفسًا تُقاسي بعضا مما تقاسيه.

لن أقول مثل ما تقاسيه، لأنني أعلمُ أنّ ألمك أكبرُ من أن يحيط به المشفقون، وهذه طبيعة النفس الإنسانية تنسى وتغفل عن حزن غيرها فلا تلمهم بل اشكر الله على نعمته هذه، فلو كان الناس لا يتسلون عن أوجاع غيرهم لما بقي لهم قلب.

ولكن اعلم يا صديقي أنّ كُل إنسان مُبتلى، وإنْ حسبه الناس يتقلبُ في رحاب الراحة وإن رأوا ابتسامته الصافية كُل صباح فاعلم أنّه مُبتلى، وهذه سنة الحياة.

كنتُ أتعجبُ من أناس انكشفت لي صفحتهم في الحياة وصعقتُ بالمصائب المنقضّة عليهم بأنيابها، ولكنهم صامدون، يضحكون ويعملون..

لطالما تساءلتُ: أنّى لهم هذا؟ هل مشاعرهم تجمدت.

أبصرتُ - ولله الحمد- حوض نجاتهم الذي يستقون منه كلما هزلت أرواحهم وكادت تجف، وما زلت أتضرع إلى الله أن يرزقني كما رزقهم.

يا صديقي إنّه "اليقين" الذي يتبعه الرضا، أنْ توقن بأنّ الله ينظر إليكَ، يعلم خلجاتك، يرى دموعك التي لا تهدأ ولا ترفأ، ويُبصرُ قلبك الذي يحترق، فيبسطُ لكَ يدَ رحمته وسكينته فتهدأ، يقذفُ باليقين في صدرك فتُدمن الحمد ويصبح جزءا من كيانك.

تُوقن أنّ المؤمن يؤجر على الشوكة تطعنه بخفة، فكيف بوابل من الألم ينسكبُ على قلبك وجسدك؟ بخٍ بخ

تُوقنُ أنّ هذه الدنيا دار عناء واختبار، والتتويج يترقبك، ووسام الشرف يترقبك ولقب الصابر يترقبك.

ويا للغبطة وأنتَ تتخيل أنّ هذا الرضا يُطهرك، لا يُبقي دَرنا ولا يذرُ رجسا، ويا للعجب أنّه يُخففك من حيث تحسب أنّ الوجع يثقلك.

نعم - يا صديقي- الرضا يُخففك، لن تنال جزاءه في الآخرة فحسب، بل كذلك في خضم المعركة تبتسم وتركض وتمرح وكأنّك تصرخ بملء فِيك في وجه الوجع:"فاقض ما أنت قاض إنّما تقضي هذه الحياة الدنيا"، وأبشر بفرجٍ يُنبت لك جناحين فتسبح في سماء الحبور.

ادعُ الله كثيرًا - يا صاحبي- أن يرزقك اليقين وبعده الرضا؛ فإنهما رزق من الله، وارتقب فرج الله ولا تيأس.

وادعُ لي


ميعاد الحارثية

٢٧/ شعبان/ ١٤٤٢

هناك تعليقان (2):

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...