الجمعة، 2 أبريل 2021

شطرُ الكتابة٢: صناعة الإلهام

     اليوم الثاني:      

         شطرُ الكتابة: صناعة الإلهام


تنهيدةٌ عميقة تتبع اليوم الأول من التحدي، ءانستُ جذوة الحماس في نصّ أروى واصطليتُ بها من جمود الشعور.

أتعرفُ يا رفيقي تلكَ الخفة التي تجتاحك فتُصيرك سحابًا متآلفا رطبا، تسيلُ بالغبطة والحبور وتنحت الابتسامة في محياك فلا تنفك عنك؟

شعرتُ بهذا وأنا أُبصر مَن يفهمني، مَن تعتريه رجفةُ المُحب وهو يلهثُ طويلا  باحثا عن نصّ يُعيد له اتزان ذائقته ويتدارك ظمأه ليسيقه شرابا طهورا من  الأدب العظيم.

مَن يقول:" أنا مُتعبٌ، أحتاجُ إلى حرفٍ يُعيد إليّ روحي". 

ولقد منّ الله عليّ بأنّي  وصديقي الذي ارتبطتُ به نُقدّس معاني الحروف، نُعطي الكلمات حقها عندما تتنزّل، دون أيّ إرباك، ونعي جيدًا قول أحدنا للآخر:"أُريدُ أن أكتب"، فنعطيه مساحته الخاصة. 


في إحدى الصباحات، ألهمني اللهُ لأفتح إحدى المحاضرات الموجودة في قناة مكتبة تكوين على اليوتيوب، أنّا البصرية التي لا تُطيق مشاهدة مقاطع الفيديو عكفتُ ذاك اليوم على ذلك اللقاء، الذي كان بداية لوعيّ جديد في عالم الكتابة، ولاكتشاف سر ضمور الكُتّاب في مهدهم، وهو قضية الإلهام. 

يترقبُ الكثير منّا الإلهام، يجعله سلطانا عليه لا يتحرك دونه، ويضيعُ إن جفاه. 

وهو - كما يزعم الكثيرون- يعدّه شيطانا يزوره فيسكب عليه تراتيله فيكتبها، أو فلتقل ملكا فالأمر سيان. 

لا أنكرُ تلك اللحظة التي يغرق فيها الكاتب، يغيب عن الوعي ثمّ عندما يفيق يجدّ حروفا تخصه، فيسأل نفسه:"أنّى لكَ هذا؟" 

لكن تخيل -يا رفيقي- أنّك أنتَ السُلطان، تتربعُ عرشَ اللغة و تأمر الإلهام فيأتيك مطواعا، يكون قرينك في كُل سفر روحي مع اللغة، فأيّ مُلك أعظم من هذا الملك؟! 

إنني أُبصرك متشوقا،تنادي بملء فيك، وكيف لي ذاك وأنا الفقير الذي أدمنت حبسة الكاتب؟ 

فدونك سرّ الصنعة ممّن هو أحوجُ إليه منك، ولكنّه يحاول الوصول. 

                         "اقرأ وتأمل ثم ركز" 


ومن أجل ألّا أطيل عليك، ترقّب لطيف حوارنا غدًا بإذن الكريم، وإنّ غدا لناظره قريب. 


#تحدي_الثلاثين 

٩ شعبان ١٤٤٢

٢/ ٤ / ٢٠٢١



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...