الخميس، 22 أبريل 2021

يا عليم

                                 يا عليم

كم مرة بلغت القلوب الحناجر وتصببت الدموع مدرارا وكاد السواد يلتهمنا، فجاء النداء من عين الروح المكلومة:

"يا عليم"؟ 

فتزعزعت به القيود وانفرجت به غيوم العيون وانكشف ضوء الخلاص.

ما زلتُ أتشبثُ بهذا النداء لينقذني في كُل مرة تُلقيني الوحدة في سجونها وترص عليّ بقضبانها..

أتلفتُ يمنة ويسرة ولا أرى بشرًا يُداري الخوف الذي بقلبي، يُطمئن القلب ويسكب الأمان، يفهم الضعف الذي يعتريني فألوذ إلى العليم.

يأسرني هذا الاسم دائما، أشعرُ به قريبا جدًا إلى قلبي، وأردد دائما: الحمد لله أنّه يعلم كُل شيء.

قد تُظلم ويخنقك خطر البوح وتتذكر أنّ الله يعلم تفاصيل وجعك.

قد تعصف بك الحيرة، لا تدري أين الصدق وأين الكذب وسط هذه الفوضى، فتلتجئ إلى العليم الذي يطّلع على السر وأخفى.

قد تُداهمك المشاعر المضطربة التي لا تدري من أي بقعة أتتك، ويلومك عليها أقرب الناس إليك، فتُنادي بملء فيك: يا عليم، الحمد لله أنّك تعلم ما في الصدور فأنقذني من نفسي.

قد تبذل وتجتهد وتتعب فيأتي مَن يبخس هذا كُله وينكره، فيواسيك النداء: يا عليم، أنت تعلم أنّي سعيت.


اهدأ يا صاحبي، لا ترتبك من أيامك ولا تخش من مستقبلك، يكفيك الله بعلمه، آنِس وحشتك وأنت تستشعر: {وهو معكم أينما كنتم}.

كلا لن يضيع لك تعب ولا جهد ولا حزن والله يعلم ما في السماوات والأرض.


الحمد لله على علمه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...