الأربعاء، 7 أبريل 2021

شكاوى لا تنتهي

 اليوم السابع من #تحدي_الثلاثين 

                              

                               شكاوى لا تنتهي


نصُّ البارحة انحرف عن مساره، كنتُ أريد أن أجعله مذكرة لما حدث في اليوم، الذي استيقظتُ فيه من الصباح الباكر وفتحت الحاسوب مُباشرة لأنّ الهم قد ركبني وأنا لم أُجهز عرض الرياضيات الذي أريد تسليمه للتخصصي وتشرف عليه المعلم الأول. استغرقتُ تقريبا ثلاث ساعات لا أتحرك إلا بين شريحة وأخرى وبين البرامج والتطبيقات التي أود إضافتها وأنا أدعو ألّا تخونني الشبكة ولا يفتعل الطلاب الفوضى.

أنهيته! تنهدتُ وأنا أُبصر بنائي قد اكتمل، لكن فور ما انتهيت شعرتُ بأعيني تستغيث، فركضتُ إلى "القطور"، خشية الصداع الذي صعد رأسي المرة الماضية وصاحبني ثلاثة أيام يضربني في أوقات متناوبة كالرصاص، فلم ينفع أدول ولا تركُ هاتف ولا غيره، إلا بعدما نصحتني صديقتي أن أأكل البرتقال فهدأ قليلا، ولكنها حذرتني:"اشتري نظارة حجب الأشعة بأسرع وقت!"

للحظتنا هذه لم أشترِ النظارة لأنني لم أفرغ، أشعرُ بي أجري وراء الأيام والأيام تجري ورائي، ومع هذا الحظر أصبح وقت الخروج محدودا.

أقول لنفسي كُل يوم: يا ميعاد رمضان يقترب، خذي نفسا واستعدي، اخرجي من لجة الأشغال. لكن أنّى لي هذا وأنا أرى اصطفاف الأعمال طوابير حولي.

سأجدكِ يا روحي التي أشتاقك، لن تسرقني الأشغال أكثر بإذن الرحيم.

في وسط هذه الضغوطات والمشاعر، بلغتني مُعلم أول عن الشكوى الجديدة من أولياء الأمور، استشاطت نفسي غضبا ولم تهدأ إلى الآن.

حاولتُ تفريغ بعضها في حالة الواتس، لم أعد أفهم الشغف الكبير الذي يعتري بعض البشر للانتقاد في كُل شيء، نحنُ لا نريد منهم جزءا ولا شكورا ونعذر غفلتهم عن آلامنا المستمرة، كُل ما في الأمر نُريد أن يُكفّ الشر عنّا. ويا للأسف عندما أخبرنني معلمات كثيرات بعد وضعي للحالة إنهن يتعرضن لهذا أيضا في مدارسهن..

خيالي يأخذني إلى جلسة نسائية "يسولفن" وليس هناك ما يشغلهن فيقررن الخروج والركض إلى المدرسة للاعتراض على اللاشيء!

ثُمّ يعدن إلى بيوتهن وهن لا يدرين ماذا خلفنَ وراءهن.

أرأيتَ رجلا يعمل ليل نهار والناس من حوله يرمونه بالحجارة، هل تحسب روحه ستبقى وقّادة إلى الأبد؟

لله هذا الجهد، ولله هذا الغضب ولله بعثرة الشعور.

نسألُ اللهَ الصبر،وألّا يجعلنا صخرة في طريق أحد ليتعثر بها ويتألم.

والحمد لله على النفوس الطيبة المُقدّرة الباعثة للأمل، المنتبهة إلى وقع كلماتها فلا تختار إلا الزرع الطيب..

الحمد لله على نفوس الآباء والأمهات القوية الذين لا يألون جهدا وهم يرفعون من شأن هذا العلم.


٢٤/ شعبان/ ١٤٤٢

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بين طوفان ونفق

         بين طوفان ونفق يسيل طوفان من الدمع من أعيني الخائفة المترقبة وأنا لا أكاد  أغفو متمتمة بدعاء الاستوداع لأهل غزة، حتى يبدأ الرعب يطا...